في المنزل جلس كعادته في مكتبه امامه الاوراق
والدفاتر ،نادي عليها :احضري لي فنجان القهوة
اجل فنجان قهوته الذي لا يتغير ميعاده ككل شيء في هذا لمنزل !
جاءت تمشي بخطوات متثاقلة تحمل فنجان القهوة
ووضعته امامه لم يلتفت اليها ولا حتي بكلمة شكر ..خرجت
ثم القت بنفسها علي الكرسي المقابل لباب مكتبه كمن تريد ان تلقي بالهموم
ثم انتبهت ....
انها لم تغلق الباب من ورائها ،لماذا لم يطلب منها ذلك ؟!
ففي كل مرة يطلب منها ان تغلق الباب من خلفها ،كأنه يريد
ان يتناسها هي وعالمها بالخارج ...حتي هي لم تفعله من نفسها ولم تقم لتفعله
كأنها اصبحت تنفذ ما يطلب منها فقط ،اصبحت تتحرك تبعا لاوامره
ظلت جالسة تنظر اليه نظرة شاحبة وهو يحتسي فنجان القهوة
ونظرت الي الخطوات التي تفصلها عن مكتبه انها قصيرة ،
ولكنها شعرت داخل روحها
ان المسافة التي تفصلها عنه اصبحت اكبر بكثير .....
شعرت ان روحها هي التي في الفنجان ...اجل
هاهو يحتسيها ببطء كمن يتلذذ في سحب انفاسها دون اهتمام ويطلب منها المزيد !!
ياالله ... انها تشعر بمرارة تلك القهوة في حلقها كمرارة حياتها معه
حتي تلك الايام الجميلة التي عاشاها معا ذابت حلاوتها
كما ذابت ملعقة السكر في القهوة وطغت مرارتها عليها
وتساءلت في نفسها : هل يمكن ان يتوقف عن رشف روحي ؟!ان يشعر بما في داخلي من اوجاع ....؟!
وأفاقت علي صوته يناديها :اريد فنجانا آخر .....