وقفت امام النافذة كعادتها لتري ضوء الشمس يتسلل داخل
حجرتها الصغيرة ولكنها شعرت بشعور غريب
كيف لكل هذا النور ومازال ذلك القلب
تسكنه البرودة والظلام الم يصل منه شيء الي داخلها
وفجأة شعرت برجفة تهزها من الاعماق !!
فهرعت الي سجادة الصلاة ووقفت بين يدي خالقها
ولم تشعر الا والدموع تنهمر من عينيها كالمطر الذي يتساقط علي الارض الجدباء
ياااااا الله ...منذ زمن لم تشعر بهذا الشعور
ولم تستطع ان توقف دموع عينيها
ولم تكن عينيها فقط التي تبكي ولكن قلبها ايضا كان يبكي دما
اجل انها دموع الندم علي ما فرطت في جنب الله
ولكن الغريب انها بأت تشعر بارتياح شديد !!
اجل ان هذه الدموع غسلت نوافذ قلبها الموصدة التي تراكم عليها وسخ
الذنوب حتي اصبحت سوداء فمنعت النور من المروربداخله
وشيئا فشيئا ..شعرت ان تلك النوافذ الموصدة بدأت تنفتح
لاستقبال نسيم الايمان وطرد رائحة العفن التي كانت تملأ المكان
كم هو جميل ذلك الشعور وتلك الراحة التي تشعر بها الان
ولكنها مع هذا الشعورتشعر بغصة ألم داخل قلبها !!!
اجل لقد عرفت ان هذا الشعور لانها نادمة علي ما فعلت
في حق خالقها وحق نفسها
لقد شعرت بأن نور الشمس الذي يملأ الكون بالخارج بدأيتسلل الي الداخل
ويدفيء قلبها وينيره
اجل لقد اشرقت نور التوبة والايمان داخل قلبها
لقد كانت ترجف كالعصفور المبلل في يوم عاصف
ولكنها شعرت بأن هناك من يحتويها ويحميها
انها لاتستطيع ان ترفع رأسها من السجود لله
شكرا وحمدا لله ومازال المطر ينهمر من عينيها
ليغسل ما تبقي بالداخل
وقالت لنفسها كم ظلمت يا نفسي اذ حرمتك من
هذا النسي العليل بطاعة الله ونور الهداية والتوبة
وانت يا قلب الصغير !كم ظلمتك بحمل تلك الاثقال
من الهم والحزن والتي كنت تنوء بحملها
ولكننا الان وجدنا من يعيننا علي حملها !
اجال هو الله عز وجل
وعاهدت نفسها بان تعتني بنظافة هذة النوافذ والا يمر منها الا ما يرضيه
وان تجعلها مفتوحة عل يمصرعيها امام هدي الله وطاعته
وان تبني حول قلبها سياجا امنا من الاستعانة بالله والذكر
والطاعات
حتي يظل هذا القلب نقيا حتي وان لحته بعض الذنوب
سوف تعود وتغسلة باستمرار بدموع الندم !
فدائما هناك من ينتظرها